ذكر نحل العسل

ذكر نحل العسل أكبر حجماً وبدانة من كل من الشغالة والملكة وذلك بالرغم من أن جسم الذكر أقل في الطول  من جسم الملكة. ولكونه ذكر فإنه لا توجد به آلة اللسع والتي تتحور عن آلة وضع البيض في الأنثى. ومن الناحية الوراثية فإن بعض علماء الوراثة يعتبرون الذكر جاميتة وليس جيل. حيث توجد بخلاياه الجسمية نصف العدد من الكروموسومات. هذا ويزن الذكر من 0.25 إلى 0.35 جرام ونهايـة بطنه عريضة ومغطاة بزغب كثيف وللذكـر لسـان قصير والذي يستخدمه في تناول الغذاء وذلك من الشغالات التي تقوم بتغذيته أو من العيون السداسية المخزن بها العسل في الخلية. هو لا يجمع الغذاء من الأزهار وليست له سله لجمـع حبوب اللقاح أو غدد لإفراز الشمع أو غدد إفراز الرائحة .

والعينان المركبتان للذكر كبيرة الحجم وتتلامسان مع بعضهما عند قمة الرأس. هذا ولا يوجد عمل للذكـر بالطائفة. حيث أن وظيفته الوحيدة هى تلقيح الملكة العذراء فقط لذلك فإنه يقضى حياته باحثاً عن ملكة عذراء خرجت للتلقيح خارج الخلية حيث يفقد حياته بعد التلقيح معها.

والطوائف العادية لنحل العسل تبدأ في تربية الذكور في آخر الربيع أو في بداية الصيف و يبدو أن عدد الذكور الذى تقوم الطائفة بتربيته يعتمد على حجم الطائفة والسلالة وكذلك حالة القرص الذى تتم فيه التربية, فإذا كانت الأقراص قديمة وأصبحت غير صالحة فإن الشغالات غالباً ما تقوم بإصلاحها ببناء عيون سداسية خاصة بالذكور والتي تكون الملكة جاهزة لوضع البيض غير المخصب فيها.

وعادة يوجد بالطائفة عدة مئات قليلة من الذكور ولكن بعض الطوائف يكون بها آلاف من الذكور وذلك في دورة موسم الفيض حيث يتراوح ما تنتجه الطائفة سنوياً من الذكور من 5000 إلى 20000 فرد, وفى نهاية الصيف وأوائل فصل الخريف وعندما يندر وجود الرحيق فإن شغالات الطوائف التي على رأسها ملكات ملقحة تمنع الذكور من التغذية على العسل المخزن وفى نهاية الأمر تجرجرهم وتسحبهم خارج الخلية حيث يعانون من الجوع والبرد وفى النهاية الموت ويسمى البعض ذلك بمذبحة الذكور.

وذلك على النقيض تماماً من الرعاية التي توليها الشغالات للذكور في فصل الربيع حيث تقوم بتربيتها والعناية بها وذلك للحاجة إليها في تلقيح الملكات العذارى وعند انتهاء هذه المهمة وللحفاظ على مخزون الطائفة من الغذاء لضمان استمرارية الطائفة تقوم الشغالات بعمل مذبحة الذكور, كمـا تقوم الشغالات أيضاً في بعض الأحيان بإخراج يرقات الذكور من العيون السداسية وقذفها خارج الخلية وخاصة عند ندرة تواجد مصادر الغذاء.

وبالرغم من أن معظم الطوائف العادية تقوم بتدمير الذكور عندما يندر تواجد مصادر الغذاء فإن الطوائف عديمة الملكات أو الطوائف التي مازال بها ملكات عذارى تتحمل تواجد الذكور بها وتقوم بتغذيتها تحـت هذه الظروف حيث تظل عملية تلقيح الملكة العذراء ممكنة الحدوث, ويبدو أن الملكات ترغب إلى حد بعيد في التلقيح مع ذكور من الطوائف الأخرى أكثر من رغبتها في التلقيح مع ذكور من نفس طائفتها.

ومعروف أن الذكور تنشأ من بيض غير مخصب في عيون سداسية كبيرة خاصة بها, لذلك فإن الذكور أحادية الكروموسومات, ولكن أحياناً يتم تربية الذكور من بيض غير مخصب أيضاً تم وضعه في العيون السداسية الخاصة بالشغالات قامت بوضعه إما الملكات الواضعة للذكور أو الأمهات الكاذبة ولكن الذكور التي تمت تربيتها في عيون سداسية خاصة بالشغالة تكون صغيرة الحجم ولكنها قادرة على إنتاج حيوانات منوية حية قادرة على إخصاب الملكة.

وبعد خروج الذكر من العين السداسية التي تربى فيها فإنه يبقى معظم الوقت على قرص عش الحضنة حيث يظل ساكناً على هذا القرص قرب الذكور الأخرى وذلك بالرغم من وجود فترات تتحرك فيها تستغرق دقيقتين أو أقل وتقوم الشغالات بتغذية الذكور ويتم ذلك في الأيام الأولى من خروج الذكور من العيون السداسية, وتستهلك الذكور الأكبر سناً غذاء أكثر من الذكور حديثة الخروج, وبعد ذلك تقوم الذكور بتغذية نفسها, وقد وجد أن الذكور تتغذى على العسل وحبوب اللقـاح وليس على الإفراز الغدى (الغذاء الملكي) وتصل الذكور إلى طور البلوغ الجنسى في عمر 8: 12 يوم على حسب درجة حرارة المنطقة ففي المناطق الباردة تبلغ الذكور جنسياً في عمر 12 يوم لذلك فإنه بشكل عام يمكن اعتبار الذكور بالغة جنسياً في اليوم الثاني عشر من عمرها.

ويبدأ الطيران الأول للذكور في عمر 4: 14 يوم ولكن معظم هذا الطيران يتم في عمر ما بين 6: 8 يوم. وقبل أن تقوم الذكور بالطيران التوجيهي فإنها تأكل كمية قليلة من الغذاء في حين أنها تأكل كمية كبيرة جداً قبل أن تقوم بطيران التلقيح, كما أن الذكور لا تطير أبعد من 3 كيلو متر عن موقع المنحل, وتـتراوح سرعة الذكور أثناء الطيران من 9.2 إلى 16.1 كيلو متر/ساعة, وفى المتوسط تقوم الذكور بعمل من 3: 4 طيرانات في الأيام المشمسة وطيران واحد في الأيام الملبدة بـالغيوم, ويعتقد أنها تقوم بتوجيه نفسها عن طريق المعالم الخارجية وليس عن طريق البوصلة الشمسية, وقد وجد أن حوالي ا% من الذكور يتوه عن خليته ويدخل خلية أخرى وذلك عند عودته من الطـيران التوجيهي.

وهناك اعتقاد بأن الذكور في طيران التلقيح تنجذب أولاً للحركات السريعة التي تؤديها أجنحة الملكة ثم بعد ذلك يأتي دور المادة الجاذبة الجنسية, كما يعتقد بعض الباحثين بأن الذكور قد تنتج فرمون والذي بواسطته يتم تعليم مناطق تجمع الذكور وفى نهاية الموسم يتم إجبار الذكور أولاً على مغادرة الأقراص حيث تذهب إلى جدران الخلية ثم بعد ذلك يتم إجبارها على ترك جدران الخلية والذهاب إلى قاعدة الخلية ثم بعد ذلك يتم طردها خارج الخلية, وقد وجد أن الذكور في المتوسط تقوم بـ 25 طيران خلال حياتها وأن حوالي 96% من الذكور التي تغادر الخلية تعود إليها, وإذا لم يلقح الذكر الملكة فإنه قد يعيش من شهرين إلى عدة شهور, ولكن الشغالات قد تعمل على تقصير حياة الذكور إذا عمدت الشغالات إلى طردها من الخلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *